مثال تطبيقى للتفسير المبنى على اللغة الأصلية
من أشعياء الأصحاح الأربعون عدد 1 ن 2
( الفقرة الأولى ) من الأصحاح
א נַחֲמוּ נַחֲמוּ, עַמִּי--יֹאמַר, אֱלֹהֵיכֶם. ב דַּבְּרוּ עַל-לֵב יְרוּשָׁלִַם, וְקִרְאוּ אֵלֶיהָ--כִּי מָלְאָה צְבָאָהּ, כִּי נִרְצָה עֲוֹנָהּ: כִּי לָקְחָה מִיַּד יְהוָה, כִּפְלַיִם בְּכָל-חַטֹּאתֶיהָ
1عَزُّوا، عَزُّوا شَعْبِي، يَقُولُ إِلهُكُمْ. 2طَيِّبُوا قَلْبَ أُورُشَلِيمَ وَنَادُوهَا بِأَنَّ جِهَادَهَا قَدْ كَمُلَ، أَنَّ إِثْمَهَا قَدْ عُفِيَ عَنْهُ، أَنَّهَا قَدْ قَبِلَتْ مِنْ يَدِ الرَّبِّ ضِعْفَيْنِ عَنْ كُلِّ خَطَايَاهَا.
.
1عَزُّوا، عَزُّوا شَعْبِي، يَقُولُ إِلهُكُمْ. 2طَيِّبُوا قَلْبَ أُورُشَلِيمَ وَنَادُوهَا بِأَنَّ جِهَادَهَا قَدْ كَمُلَ، أَنَّ إِثْمَهَا قَدْ عُفِيَ عَنْهُ، أَنَّهَا قَدْ قَبِلَتْ مِنْ يَدِ الرَّبِّ ضِعْفَيْنِ عَنْ كُلِّ خَطَايَاهَا.
.
لقد أتفقنا على الخطوات التالية كما نراها أسفل
1 - كتابة كل كلمة من النص على سطر خاص
2- تحليل اللغة لتبين الحروف المزادة حتى نتعرف على مصدر الكلمة ويمكن كما أتفقنا الأعتماد على كتاب لتحليل اللغة وقد أوردنا صورة لصفحة من صفحاته كما سبق وشرحنا كيفية أستخدامه للوصول الى المصدر
3- كتابة مصدر الكلمة تمهيدآ للبحث عنها فى القاموس ، وسوف نلاحظ فى القاموس معنى الكلمة فى مصدرها وفى صيغها المختلفة ، ونحن نكتب المعنى فى المصدر بالأضافة للمعنى الخاص بالصيغة التى وجدناها فى الأصل
4- ننتقى بعض الترجمات التى أشتهرت بالدقة فى الترجمة لنرى كيف تصرف المترجمون حيال كل كلمة
وبذلك يتكون لدينا فكرة عامة عن الترجمة الأكثر دقة للنص بالأستفادة من كل من المعنى بحسب القاموس والمعنى بحسب مختلف المدارس فى الترجمة ، وبعد هذا التحليل وهذه الدراسة تأتى الخطوات العملية بعد الجدول الآتى
1 - كتابة كل كلمة من النص على سطر خاص
2- تحليل اللغة لتبين الحروف المزادة حتى نتعرف على مصدر الكلمة ويمكن كما أتفقنا الأعتماد على كتاب لتحليل اللغة وقد أوردنا صورة لصفحة من صفحاته كما سبق وشرحنا كيفية أستخدامه للوصول الى المصدر
3- كتابة مصدر الكلمة تمهيدآ للبحث عنها فى القاموس ، وسوف نلاحظ فى القاموس معنى الكلمة فى مصدرها وفى صيغها المختلفة ، ونحن نكتب المعنى فى المصدر بالأضافة للمعنى الخاص بالصيغة التى وجدناها فى الأصل
4- ننتقى بعض الترجمات التى أشتهرت بالدقة فى الترجمة لنرى كيف تصرف المترجمون حيال كل كلمة
وبذلك يتكون لدينا فكرة عامة عن الترجمة الأكثر دقة للنص بالأستفادة من كل من المعنى بحسب القاموس والمعنى بحسب مختلف المدارس فى الترجمة ، وبعد هذا التحليل وهذه الدراسة تأتى الخطوات العملية بعد الجدول الآتى
ملاحظات من المخطوطات المختلفة الموجودة فى هامش النسخة العبرانية
نجد فى هامش نسخة الكتاب المقدس العهد القديم باللغة العبرانية عند القول بأن جهادها قد كمل כִּי מָלְאָה צְבָאָהּ أن كلمة מָלְאָה قد جاءت فى مخطوطات قمران מָלְאָ بدون ה اللاحقة وهى نفس الكلمة فى مصدرها ولكنها فى صيغة "فعل" أو "قول" بالعبرانية وقد كانت فى أضافتها بال ה فى الزمن الماضى فعل معطوف على ما قبله بأستخدام هذا الحرف ، لكن فى قمران هى فعل غير معطوف ومعنى ذلك أن ترجمتها بحسب قمران هى " أن جهادها قد كمل" وليس" بأن جهادها قد كمل "ويكون المعنى طيبوا قلب أوروشليم غير مرتبطة بأبلاغها بكمال جهادها وهى تعكس فكر الأسينيين الذين كانوا يملكون مغارة قمران بما فيها من مخطوطات كتبوها ، فقد كانوا يفكرون بأن الله يطيب قلب أوروشليم ولكن حين فجأة فى زمن غير محسوب حين يرى الله أن الجهاد قد كمل ، وأن تطييب الله لقلب أوروشليم ليس فقط من خلال الأخبار الطيبة التى تبلغهم بكمال الجهاد وغفران الذنوب بالتالى ، ولكن من خلال المعاملات الحية والمستمرة بين يهوه وشعبه حتى لو كانوا لا زالوا فى أوج خطيتهم ، وقد كان فكرهم أرهاصآ ومقدمة لفكر العهد الجديد الذى لا يتعامل فيه الله مع شعبه تعاملآ ( تجاريآ ) بمعنى الذنب على قدر الخطأ ، ولكن بمقتضى ناموس النعمة التى بموجبها يبرر الله الفاجر بفعل الأيمان فالذى يؤمن أنه يبرر الفاجر فأيمانه يخلصه "وهكذا سمح الله بفكر ما بين العهدين فى قيادته لشعبه أن يؤهل هذا الشعب لفكر العهد الجديد "
نجد فى هامش نسخة الكتاب المقدس العهد القديم باللغة العبرانية عند القول بأن جهادها قد كمل כִּי מָלְאָה צְבָאָהּ أن كلمة מָלְאָה قد جاءت فى مخطوطات قمران מָלְאָ بدون ה اللاحقة وهى نفس الكلمة فى مصدرها ولكنها فى صيغة "فعل" أو "قول" بالعبرانية وقد كانت فى أضافتها بال ה فى الزمن الماضى فعل معطوف على ما قبله بأستخدام هذا الحرف ، لكن فى قمران هى فعل غير معطوف ومعنى ذلك أن ترجمتها بحسب قمران هى " أن جهادها قد كمل" وليس" بأن جهادها قد كمل "ويكون المعنى طيبوا قلب أوروشليم غير مرتبطة بأبلاغها بكمال جهادها وهى تعكس فكر الأسينيين الذين كانوا يملكون مغارة قمران بما فيها من مخطوطات كتبوها ، فقد كانوا يفكرون بأن الله يطيب قلب أوروشليم ولكن حين فجأة فى زمن غير محسوب حين يرى الله أن الجهاد قد كمل ، وأن تطييب الله لقلب أوروشليم ليس فقط من خلال الأخبار الطيبة التى تبلغهم بكمال الجهاد وغفران الذنوب بالتالى ، ولكن من خلال المعاملات الحية والمستمرة بين يهوه وشعبه حتى لو كانوا لا زالوا فى أوج خطيتهم ، وقد كان فكرهم أرهاصآ ومقدمة لفكر العهد الجديد الذى لا يتعامل فيه الله مع شعبه تعاملآ ( تجاريآ ) بمعنى الذنب على قدر الخطأ ، ولكن بمقتضى ناموس النعمة التى بموجبها يبرر الله الفاجر بفعل الأيمان فالذى يؤمن أنه يبرر الفاجر فأيمانه يخلصه "وهكذا سمح الله بفكر ما بين العهدين فى قيادته لشعبه أن يؤهل هذا الشعب لفكر العهد الجديد "
ملاحظات عن ترجمة العددين
أستخدم المترجمون فى ال" كنج جيمس " التعبير "كراى" أى " النداء" بمعنى الصوت العالى فى لغة الخطاب " وهو يعكس المعنى الأصلى من كلمة וְקִרְאוּ אֵלֶיהָ وقد حالف المترجمون كذلك فى الفانديك عندما ترجموها " ونادوا عليها " لأن فى اللغة العبرانية هناك كلمة אמַר بمعنى يقول وكلمة דבר بمعنى يأمر لكن קִרְא هى الكلام بصوت عالى للأعلان عن شىء ما بينما لم يوفق كثيرآ مترجموا ال " ريفيزد "عندما أستخدموا كلمة أضعف وهى " كول أى كلموها أو أتصلوا بها "
وهناك ملحوظة أخرى حول كلمة נִרְצָה עֲוֹנָהּوهى فى العبرانى تعطى معنى الوفاء بالدين أو سداده والحديث عن الدين هو الحديث عن الخطية فهو يعكس الخطية كدين قد تم سداده أو العفو عنه وفى الفانديك " أثمها قد عفى عنه" وفى ال "كنج جيمس "هير انكويتى ايز باردوند بمعنى آثامها قد سومحت أى عفيت عن عقابها " وهى نفس فكرة الأصل بحسب التعبير المتاح فى اللغة الأنجليزية ولكن فى ترجمة ال " ريفيزد" تترجمها " هير بانيشمينت اينيكويتى هاس بيين أكسيبتيد "" بمعنى آثامها المعاقبة قد قبلت " وليس هناك حديث فى الأصل عن عقاب لذلك كانت ترجمة كنج جيمس والفانديك أقربان للأصل
وفى كلمة כִּפְלַיִם وهى تعنى "ضعفين" كما ترجمتها الفانديك تمامآ وهى كلمة " دبل" فى الأنجليزية التى أستخدمتها ال " كنج جيمس " بينما تفضل ترجمة ال :" ريفيزد "كلمة "تويس " أى "مرتين " وهى غير دقيقة لروح النص ،
كما تميزت الفانديك فى مطابقة ترجمتها للأصل العبرانى بسبب الثقافة الشرقية البمشتركة بخصوص القلب كمصدر للعواطف فى التعبير العبرى עַל-לֵב وهى فى الأصل تعكس فكرة مداوة القلب أو تطبيبه ليطيب ويشفى من الحزن وهى حرفيآ تقابل المعنى العربى " طيبوا قلب " نفس التعبير الذى أستخدمته الفانديك بينما فشل المترجمون الأنجليز سواء فى ال " كنج جيمس" " سبيك يى كومفرتابولى" أى "تكلموا بهدوء للتعزية " أو " الريفيزد عندما ترجمتها "سبيك تو ذا هارت" أى "تكلموا لقلب" وهو تعبير صعب الفهم للغربيين "
أستخدم المترجمون فى ال" كنج جيمس " التعبير "كراى" أى " النداء" بمعنى الصوت العالى فى لغة الخطاب " وهو يعكس المعنى الأصلى من كلمة וְקִרְאוּ אֵלֶיהָ وقد حالف المترجمون كذلك فى الفانديك عندما ترجموها " ونادوا عليها " لأن فى اللغة العبرانية هناك كلمة אמַר بمعنى يقول وكلمة דבר بمعنى يأمر لكن קִרְא هى الكلام بصوت عالى للأعلان عن شىء ما بينما لم يوفق كثيرآ مترجموا ال " ريفيزد "عندما أستخدموا كلمة أضعف وهى " كول أى كلموها أو أتصلوا بها "
وهناك ملحوظة أخرى حول كلمة נִרְצָה עֲוֹנָהּوهى فى العبرانى تعطى معنى الوفاء بالدين أو سداده والحديث عن الدين هو الحديث عن الخطية فهو يعكس الخطية كدين قد تم سداده أو العفو عنه وفى الفانديك " أثمها قد عفى عنه" وفى ال "كنج جيمس "هير انكويتى ايز باردوند بمعنى آثامها قد سومحت أى عفيت عن عقابها " وهى نفس فكرة الأصل بحسب التعبير المتاح فى اللغة الأنجليزية ولكن فى ترجمة ال " ريفيزد" تترجمها " هير بانيشمينت اينيكويتى هاس بيين أكسيبتيد "" بمعنى آثامها المعاقبة قد قبلت " وليس هناك حديث فى الأصل عن عقاب لذلك كانت ترجمة كنج جيمس والفانديك أقربان للأصل
وفى كلمة כִּפְלַיִם وهى تعنى "ضعفين" كما ترجمتها الفانديك تمامآ وهى كلمة " دبل" فى الأنجليزية التى أستخدمتها ال " كنج جيمس " بينما تفضل ترجمة ال :" ريفيزد "كلمة "تويس " أى "مرتين " وهى غير دقيقة لروح النص ،
كما تميزت الفانديك فى مطابقة ترجمتها للأصل العبرانى بسبب الثقافة الشرقية البمشتركة بخصوص القلب كمصدر للعواطف فى التعبير العبرى עַל-לֵב وهى فى الأصل تعكس فكرة مداوة القلب أو تطبيبه ليطيب ويشفى من الحزن وهى حرفيآ تقابل المعنى العربى " طيبوا قلب " نفس التعبير الذى أستخدمته الفانديك بينما فشل المترجمون الأنجليز سواء فى ال " كنج جيمس" " سبيك يى كومفرتابولى" أى "تكلموا بهدوء للتعزية " أو " الريفيزد عندما ترجمتها "سبيك تو ذا هارت" أى "تكلموا لقلب" وهو تعبير صعب الفهم للغربيين "
ترجمة حرفية مقترحة
عزوا عزوا شعبى يقول ألهكم طيبوا قلب أوروشليم ونادوها بأن ما سبق وصممه الله لوفاء دين الخطية قد تم أستيفاؤه وأنها قد قبلت من يد الرب ضعفين عن كل خطاياها
عزوا عزوا شعبى يقول ألهكم طيبوا قلب أوروشليم ونادوها بأن ما سبق وصممه الله لوفاء دين الخطية قد تم أستيفاؤه وأنها قد قبلت من يد الرب ضعفين عن كل خطاياها
التفسير المبنى على اللغة للعددين
נַחֲמוּ נַחֲמוּ ( نحمو نحمو ) عزوا عزوا . أنها رسالة لتطييب خواطر أفراد الشعب بخصوص نهاية الزمان المحدد من الله لأنهاء مأساة أسرهم وسبيهم والكلمة נַחֲמוּ تدعونا لنتذكر ما قاله الله فى نبوة أشعياء 66 : 13" كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا، وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ" فالأم لتعزيتها أثر فعال تجاه صغيرها فهى التى تهدهده وتضمه لحضنها حيث يشعر بالأمان وهذا العمل الفعال مرتبط ببداية العدد الثانىדַּבְּרוּ עַל-לֵב יְרוּשָׁלִַם ( دبروا عل - لب يورشليم )أى طيبوا قلب أوروشليم بحديث يلطف قلبها ويداوى علة حزنها وهنا ترتفع نبرة حديثه ليعلن أن هذا التعاطف له العديد من الجوانب اأيجابية فهو يبعد الحزن وينهية تمامآ كما فعل يوسف مع أخوته بعد موت والده فى تكوين 50 : 21 "فَالآنَ لاَ تَخَافُوا. أَنَا أَعُولُكُمْ وَأَوْلاَدَكُمْ». فَعَزَّاهُمْ وَطَيَّبَ قُلُوبَهُمْ" كما ترتبط كذلك بما قيل فى هوشع 2 : 14 «لكِنْ هأَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَأُلاَطِفُهَا "
والملاحظ أن الكلمة נַחֲמ (نحم أى عزى بالعربية )هى قريبة من الكلمة العبرانية التى تستخدم معها دائمآ وهىרחם ( رحم أى أشفق فى العربية ) وكما يقول لاندى *1 أن נַחֲמ تعكس تغييرآ فى مزاج من يقوم بها أذ هو فى وسط الجزع يظهرطمئنة فالمعنى المقصود هو أن الشعب سيقبل الدعوة للفرح والسرور فى المستقبل
ولكن لماذا يكرر الكلمة נַחֲמוּ ( نحمو أى عزوا ) مرتين هل هى مجرد أشارة لتأكيد التعزية ؟ أم أنه يريد الأشارة لوجود النية المؤكدة لدى الله فى غفران الذنوب التى كانت سببآ فى حزن أوروشليم ؟ وهنا يقترب المعنى مما قاله الله على فم زكريا النبى 9 :12 "ارْجِعُوا إِلَى الْحِصْنِ يَا أَسْرَى الرَّجَاءِ. الْيَوْمَ أَيْضًا أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ."
עַמִּי ( عمى أى شعبى بالعربية ) والمقصود بها أوروشليم فهناك من أنفصلوا عن هذه المدينة فى الماضى وأذا بأوروشليم تفتح أحضانها لهم وتستقبلهم ثانية فكلمة עַמִּי ترتبط بكلمة יְרוּשָׁלִַם ( يوروشليم أى أورشليم بالعربية ) فأورشليم هى شعبه وهى الأمة التى كلف النبى بتبشيرها بالتعزية ويقترح كالفن *2 أن هذا الشعب كان فى زمان السبى وأنه قد عانى من ظروف تاريخية لكن شفقة الرب عليه هى منحة خاصة لشعبه ، كما أن أشعياء أراد أن يجعل الشعب يجتازون فى أختبار مثل ذلك الأختبار الذى مر به عندما رأى السيرافيم فى أصحاح 6
יֹאמַר, אֱלֹהֵיכֶם ( يومير ألهيكوم أى يقول ألهكم بالعربية ) وهنا نجد كلمة אֱלֹהֵיכֶם فى صيغة المخاطب*3 بالصياغة الكلدانية لأسم الله الأقدس وهى تقابل التسمية יהוה وهو الأسم الأقدس الذى أعلنه الله لموسى وصار من وقتها معلنآ لبنى أسرائيل من ذلك الحين فصاعدآ ولكن لأن أورشليم تصير مدينة لكل الأمم فاستخدامه للأسم ألهكم دليل على أن يهوه سيكون ألهآ لكل الأمم أما الفعل יֹאמַר فقد أتصل بضمير غائب ذلك الغائب هو البطل الحقيقى لهذه الملحمة وأسمه יהוה ( أى يهوه ) أما شخصيته أو مكانته فهى بوصفه אלהיכם أى ألهكم وهو نفسه الأله التاريخى القديم لكل الجنس البشرى
נַחֲמוּ נַחֲמוּ ( نحمو نحمو ) عزوا عزوا . أنها رسالة لتطييب خواطر أفراد الشعب بخصوص نهاية الزمان المحدد من الله لأنهاء مأساة أسرهم وسبيهم والكلمة נַחֲמוּ تدعونا لنتذكر ما قاله الله فى نبوة أشعياء 66 : 13" كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا، وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ" فالأم لتعزيتها أثر فعال تجاه صغيرها فهى التى تهدهده وتضمه لحضنها حيث يشعر بالأمان وهذا العمل الفعال مرتبط ببداية العدد الثانىדַּבְּרוּ עַל-לֵב יְרוּשָׁלִַם ( دبروا عل - لب يورشليم )أى طيبوا قلب أوروشليم بحديث يلطف قلبها ويداوى علة حزنها وهنا ترتفع نبرة حديثه ليعلن أن هذا التعاطف له العديد من الجوانب اأيجابية فهو يبعد الحزن وينهية تمامآ كما فعل يوسف مع أخوته بعد موت والده فى تكوين 50 : 21 "فَالآنَ لاَ تَخَافُوا. أَنَا أَعُولُكُمْ وَأَوْلاَدَكُمْ». فَعَزَّاهُمْ وَطَيَّبَ قُلُوبَهُمْ" كما ترتبط كذلك بما قيل فى هوشع 2 : 14 «لكِنْ هأَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَأُلاَطِفُهَا "
والملاحظ أن الكلمة נַחֲמ (نحم أى عزى بالعربية )هى قريبة من الكلمة العبرانية التى تستخدم معها دائمآ وهىרחם ( رحم أى أشفق فى العربية ) وكما يقول لاندى *1 أن נַחֲמ تعكس تغييرآ فى مزاج من يقوم بها أذ هو فى وسط الجزع يظهرطمئنة فالمعنى المقصود هو أن الشعب سيقبل الدعوة للفرح والسرور فى المستقبل
ولكن لماذا يكرر الكلمة נַחֲמוּ ( نحمو أى عزوا ) مرتين هل هى مجرد أشارة لتأكيد التعزية ؟ أم أنه يريد الأشارة لوجود النية المؤكدة لدى الله فى غفران الذنوب التى كانت سببآ فى حزن أوروشليم ؟ وهنا يقترب المعنى مما قاله الله على فم زكريا النبى 9 :12 "ارْجِعُوا إِلَى الْحِصْنِ يَا أَسْرَى الرَّجَاءِ. الْيَوْمَ أَيْضًا أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ."
עַמִּי ( عمى أى شعبى بالعربية ) والمقصود بها أوروشليم فهناك من أنفصلوا عن هذه المدينة فى الماضى وأذا بأوروشليم تفتح أحضانها لهم وتستقبلهم ثانية فكلمة עַמִּי ترتبط بكلمة יְרוּשָׁלִַם ( يوروشليم أى أورشليم بالعربية ) فأورشليم هى شعبه وهى الأمة التى كلف النبى بتبشيرها بالتعزية ويقترح كالفن *2 أن هذا الشعب كان فى زمان السبى وأنه قد عانى من ظروف تاريخية لكن شفقة الرب عليه هى منحة خاصة لشعبه ، كما أن أشعياء أراد أن يجعل الشعب يجتازون فى أختبار مثل ذلك الأختبار الذى مر به عندما رأى السيرافيم فى أصحاح 6
יֹאמַר, אֱלֹהֵיכֶם ( يومير ألهيكوم أى يقول ألهكم بالعربية ) وهنا نجد كلمة אֱלֹהֵיכֶם فى صيغة المخاطب*3 بالصياغة الكلدانية لأسم الله الأقدس وهى تقابل التسمية יהוה وهو الأسم الأقدس الذى أعلنه الله لموسى وصار من وقتها معلنآ لبنى أسرائيل من ذلك الحين فصاعدآ ولكن لأن أورشليم تصير مدينة لكل الأمم فاستخدامه للأسم ألهكم دليل على أن يهوه سيكون ألهآ لكل الأمم أما الفعل יֹאמַר فقد أتصل بضمير غائب ذلك الغائب هو البطل الحقيقى لهذه الملحمة وأسمه יהוה ( أى يهوه ) أما شخصيته أو مكانته فهى بوصفه אלהיכם أى ألهكم وهو نفسه الأله التاريخى القديم لكل الجنس البشرى
דַּבְּרוּ עַל-לֵב יְרוּשָׁלִַם, וְקִרְאוּ אֵלֶיהָ--כִּי מָלְאָה צְבָאָהּ, כִּי נִרְצָה עֲוֹנָהּ ( دبروا عل لب يوروساليم وقرأوا أليها خى مالاه تسباه ، خى نرتساه عوناه "بالعربية" وقولوا مطيبين قلبها ونادوها بأن وفاء دينها قد أستوفى ) وفى الفانديك "طيبوا قلب أورشليم ونادوها بأن جهادها قد كمل وأن أثمها قد عفى عنه "דַּבְּרוּ עַל-לֵב יְרוּשָׁלִַם تكلموا بما يداوى أو يطبب قلب أوروشليم بحديث يلطف وطيب خاطرها والقلب فى ثقافة هذه الفترة هو مركز العواطف فهو أذآ حديث موجه لمركز عواطف الكنيسة وهو يشبه على كل حال ما جاء فى سفر الرؤيا 7 : 17 لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ».
أن الفعل וְקִרְאוּ ( وقرأوا) معناه *4 نادوها وكما رأينا فى كلآ من الفانديك وال كنج جيمس تعكسان فى الترجمة أن موعد النعمة سيتمكن أستعلانه بحيث يتردد فى الآذان هذا النداء ويتم فهمه ، كما أنه أصطلاح يستخدم فى الحياة العسكرية حيث لا تقتصر مسئولية الجندى على الأنتصار فى الحرب الوعرة بل يكون منوطآ به كذلك أعلان الأنتصار بعد خوض هذه الحرب المريرة فهو بذلك يعلن الأنتصار بفضل الحرب التى أدت ألى سيادة السلام وهى مسئولية المؤمن كذلك بعد أنتصاره على محنة السبى بواسطة الخطية والفعل נִרְצָה ( نرتساه) أى مرسوم العفو أو السداد باللغة العربية قد جاء فى صيغة " نفعل" مزيد بالنون נִ فى أوله ويعكس معناه فى صيغة الغائب المذكر سدادها الدين بالعفو عنه وأستخدمت ال ה للتعبير عن أنها أورشليم فى صيغة المؤنث التى سددت الأتم بواسطة عفو الله ، والذى ينادى هو مذكر فهو النبى مع سائر الأنبياء المنادون وأما المناداة فهى للمؤنث أى أورشليم وهى تتميز بأستخدام حرف ה فى نهاية الكلمات الموجهة أليها ، وهذا هو دليل العفو*5 عنها أن زمان الحساب على ذنوبها قد ولى بتقادم زمنى بحسب قصد الله فى الزمن المحدد فهذه هى الملحمة التى تعلن مراحم الرب لأن هذا الزمن المقصود هو الزمن الذى سبق أن حدده بمقتضى عدالته فالفعل مشتق من الأصل وهو التعبيرרְצָה المستعار لحالة الجندى بعد نهاية خوضه للقتال
أما بخصوص עֲוֹנָהּ ( عوناه ) وهو ألأثم فهو مرتبط بالتعبيرבְּכָל-חַטֹּאתֶיהָ. ( بكل حطئيتيها ) بالعربية عن كل خطاياها ، فالكلمة الأخيرة חַטֹּאתֶיהָ تنتهى ب הָ للدلالة على المؤنث الغائب الذى يشير لأورشليم بينما ألحقت بجمع مذكرחַטֹּאתֶ ( حطائيت ) بمعنى الأخطاء وهكذا فأن الله يعفو عن الخطايا حتى يعد أورشليم للدخول معه ألى حالة من الأستقرار مع شعبه
מִיַּד יְהוָה, כִּפְלַיִם בְּכָל-חַטֹּאתֶיהָ ( م يد يهوه كفليم بكل حطئيتيها ) من يد الرب ضعفين عن كل خطاياها יְהוָה يهوه هو الأله الشخصى لشعب بنى أسرائيل ، وعندما يستخدم التعبير מִיַּד יְהוָה فهذا دليل على أن العطية أو الهبة المقدمة منه هى هبة شخصية لها خصوصيتها بالنسبة للشعب المؤلف من كل قبائل الأمم وكأن خصوصيته قد تحولت لخصوصية عامة أن جاز ذلك التعبير ، فلقد كان العقاب هو القاعدة التقليدية التى ذكرتها التوراة فى شريعة موسى ، أنظر لاويين 26 : 18 ، «وَإِنْ كُنْتُمْ مَعَ ذلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي، أَزِيدُ عَلَى تَأْدِيبِكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ، 26 : 28 فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطًا، وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ لقد كان عقثاب الله بحسب الشريعة أذآ هو سبعة أضعاف لذلك فكلمة ضعفين כִּפְלַיִם ( كفليم ) هى فى رأى البعض لا تشير لعقاب الله على الخطية بل على سلوك الله المتحنن نحو شعبه فهما ضعفين من المراحم الألهية فقد قام بتحذيرهم من قبل بأن العقاب سيكون سبعة أضعاف ولكن المراحم الألهية كانت تنتظر لتستعلن بعد هذا العقاب .
رغم أن هناك من يرى أن مضاعفة العقاب هو أنموذج للعقاب الكامل كما فى رؤيا 18 : 6 جَازُوهَا كَمَا هِيَ أَيْضًا جَازَتْكُمْ، وَضَاعِفُوا لَهَا ضِعْفًا نَظِيرَ أَعْمَالِهَا. فِي الْكَأْسِ الَّتِي مَزَجَتْ فِيهَا امْزُجُوا لَهَا ضِعْفًا.وعمومآ فأن قصده لم يكن أكثر من أن الله قد أستوفى قناعته بكفاية المآسى التى عانى منها شعبه
-----------------------------
bibliography
*1 Landy, Francis, " The Ghostly prelude to Deutero - Isaiah : Biblical i9nterpretation " Koniaklijke Brill NV,Leiden , 2006 . .
*2 بحسب فكر جون كالفن فى شرح فكرته عن الخلفية التاريخية ، ولكنه أضاف " أن العلاقة بين אלהיכם وירושלם هى العلاقة بين الله والكنيسة ، فالله هو أبو المراحم الذى لم يترك كنيسته تعانى العناء المحزن "وهو بذلك أى كالفن يميل لتوجيه رسالة مباشرة للكنيسة
*3 Davidson , Banjamin , " The Analytical Hebrew and Chaldee Lexicon " Bagester & sons LTD , London. p 26.
*4 المعنى فى القاموس ينادى - يصرخ
*5 هى صورة أستعارية من وراء أستخدام الكلمة
أن الفعل וְקִרְאוּ ( وقرأوا) معناه *4 نادوها وكما رأينا فى كلآ من الفانديك وال كنج جيمس تعكسان فى الترجمة أن موعد النعمة سيتمكن أستعلانه بحيث يتردد فى الآذان هذا النداء ويتم فهمه ، كما أنه أصطلاح يستخدم فى الحياة العسكرية حيث لا تقتصر مسئولية الجندى على الأنتصار فى الحرب الوعرة بل يكون منوطآ به كذلك أعلان الأنتصار بعد خوض هذه الحرب المريرة فهو بذلك يعلن الأنتصار بفضل الحرب التى أدت ألى سيادة السلام وهى مسئولية المؤمن كذلك بعد أنتصاره على محنة السبى بواسطة الخطية والفعل נִרְצָה ( نرتساه) أى مرسوم العفو أو السداد باللغة العربية قد جاء فى صيغة " نفعل" مزيد بالنون נִ فى أوله ويعكس معناه فى صيغة الغائب المذكر سدادها الدين بالعفو عنه وأستخدمت ال ה للتعبير عن أنها أورشليم فى صيغة المؤنث التى سددت الأتم بواسطة عفو الله ، والذى ينادى هو مذكر فهو النبى مع سائر الأنبياء المنادون وأما المناداة فهى للمؤنث أى أورشليم وهى تتميز بأستخدام حرف ה فى نهاية الكلمات الموجهة أليها ، وهذا هو دليل العفو*5 عنها أن زمان الحساب على ذنوبها قد ولى بتقادم زمنى بحسب قصد الله فى الزمن المحدد فهذه هى الملحمة التى تعلن مراحم الرب لأن هذا الزمن المقصود هو الزمن الذى سبق أن حدده بمقتضى عدالته فالفعل مشتق من الأصل وهو التعبيرרְצָה المستعار لحالة الجندى بعد نهاية خوضه للقتال
أما بخصوص עֲוֹנָהּ ( عوناه ) وهو ألأثم فهو مرتبط بالتعبيرבְּכָל-חַטֹּאתֶיהָ. ( بكل حطئيتيها ) بالعربية عن كل خطاياها ، فالكلمة الأخيرة חַטֹּאתֶיהָ تنتهى ب הָ للدلالة على المؤنث الغائب الذى يشير لأورشليم بينما ألحقت بجمع مذكرחַטֹּאתֶ ( حطائيت ) بمعنى الأخطاء وهكذا فأن الله يعفو عن الخطايا حتى يعد أورشليم للدخول معه ألى حالة من الأستقرار مع شعبه
מִיַּד יְהוָה, כִּפְלַיִם בְּכָל-חַטֹּאתֶיהָ ( م يد يهوه كفليم بكل حطئيتيها ) من يد الرب ضعفين عن كل خطاياها יְהוָה يهوه هو الأله الشخصى لشعب بنى أسرائيل ، وعندما يستخدم التعبير מִיַּד יְהוָה فهذا دليل على أن العطية أو الهبة المقدمة منه هى هبة شخصية لها خصوصيتها بالنسبة للشعب المؤلف من كل قبائل الأمم وكأن خصوصيته قد تحولت لخصوصية عامة أن جاز ذلك التعبير ، فلقد كان العقاب هو القاعدة التقليدية التى ذكرتها التوراة فى شريعة موسى ، أنظر لاويين 26 : 18 ، «وَإِنْ كُنْتُمْ مَعَ ذلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي، أَزِيدُ عَلَى تَأْدِيبِكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ، 26 : 28 فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطًا، وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ لقد كان عقثاب الله بحسب الشريعة أذآ هو سبعة أضعاف لذلك فكلمة ضعفين כִּפְלַיִם ( كفليم ) هى فى رأى البعض لا تشير لعقاب الله على الخطية بل على سلوك الله المتحنن نحو شعبه فهما ضعفين من المراحم الألهية فقد قام بتحذيرهم من قبل بأن العقاب سيكون سبعة أضعاف ولكن المراحم الألهية كانت تنتظر لتستعلن بعد هذا العقاب .
رغم أن هناك من يرى أن مضاعفة العقاب هو أنموذج للعقاب الكامل كما فى رؤيا 18 : 6 جَازُوهَا كَمَا هِيَ أَيْضًا جَازَتْكُمْ، وَضَاعِفُوا لَهَا ضِعْفًا نَظِيرَ أَعْمَالِهَا. فِي الْكَأْسِ الَّتِي مَزَجَتْ فِيهَا امْزُجُوا لَهَا ضِعْفًا.وعمومآ فأن قصده لم يكن أكثر من أن الله قد أستوفى قناعته بكفاية المآسى التى عانى منها شعبه
-----------------------------
bibliography
*1 Landy, Francis, " The Ghostly prelude to Deutero - Isaiah : Biblical i9nterpretation " Koniaklijke Brill NV,Leiden , 2006 . .
*2 بحسب فكر جون كالفن فى شرح فكرته عن الخلفية التاريخية ، ولكنه أضاف " أن العلاقة بين אלהיכם وירושלם هى العلاقة بين الله والكنيسة ، فالله هو أبو المراحم الذى لم يترك كنيسته تعانى العناء المحزن "وهو بذلك أى كالفن يميل لتوجيه رسالة مباشرة للكنيسة
*3 Davidson , Banjamin , " The Analytical Hebrew and Chaldee Lexicon " Bagester & sons LTD , London. p 26.
*4 المعنى فى القاموس ينادى - يصرخ
*5 هى صورة أستعارية من وراء أستخدام الكلمة